حازم النجم / حمود

حــْمود
حمود هذا أعرابي من إحدى القبائل العربية , قيل هو من فزارة وقيل من تغلب وقال البعض أنه من اعنزي ... على كلٍّ قبيلة حمود دبّ فيها الخلاف والتنازع . الخلاف حول أماكن الرعي وحول الشيخة والإبل والماشية , حتى أن المتقرّش بتجارته في القبيلة وضع ريع أمواله عند قبائل معادية طلباً للربح الأكثر , وشاحذ السلاح في القبيلة أصبح يشحذ سيوف الأعداء ضد أهله عندما اشتروه الأعداء , والأخ أصبح ضد أخيه في مبادئ القبيلة التي أصبحت ميداناً للمنازعات العصبية التافهة .... ومن هذا الوضع المزري خرج حمود في رحلته مهاجراً , وجاب الوطن العربي , ثم صادفته في القدس , بعباءته العربية وتجاعيد وجهه العربية , حتى أن الغبار الذي عليه كان غباراً عربياً شاحباً ... ثم دعوته لنشرب فنجان قهوة في دمشق ولبى الدعوة وجلسنا في مقهى اسمه ( مقهى بغداد ) وبدأ يشرح لي معاناته الكبيرة وبدأت أشرح ما عندي من كلام .
وكانت القصيدة :

جانـــا حـْمــود وعينــه ترود برْعــاش ... ويقول : مَـن يسمع مطالـيب محكــاي

علــمٍ على روس المــلا تقــل شوبــاش ... ينعي به الرايح ويــحكــي به الجــاي

يذري محاجر دمعتي عقب الاجهـــاش ... ويْجرّ ونـّات الغثـــــا جـَرّة النـــــــاي

قلت ابشرن يا حْمود حنـــّـا لك جْيــاش ... قال بْضميري هموم ذابت لها حـْشاي
وبدأ حمود يشكو :

كان البشر ترسي على شــط الانعـــاش ... ياخـوي انا عا ضيقة الخـُلق مرسـاي

وكان الصبر ياخوي هو مربط الجــاش ... جاشي على فقد الصبر صاغ مغنـاي

ناديت ما نادى الحَدي خـلـفَ الادبـــاش ... شالت بعاريني ولا جادها حــْـــــداي

قــّفت عن رْيــاع المظعـْنــين واهــتـاش ... قلبٍ على خِيل النضا يجرع الــساي

خطوَ القرايب عافــنا والعــــقل طــــاش ... وعَدّ الرفق يا خوي ما يكفيَ الصاي

وجوح النخاوي فودها للشقـــي مـــــاش ... نجع ٍ بليـّا ربوع يرجع ليا صْــــداي

من سوق منشم فارقوا عقبَ الارشــاش ... يا ويل من مثلي شكى بَسّ مشـكــاي
أجبت حمود :

قلت:المرض يا حْمود يسري بالمْشـاش ... دونك عن لـْسان المحبين مبـــــــداي

هَجْو القرايب واللغا سـَــــوّد الشــــاش ... وجمع ٍ بليّا راس ما يدرك الغـــــــاي

ولصار هذا حَرْد مزعـل وهــــــــوّاش ... لويش حيدان الرضا مالهــــــــم راي

تنابذوا عـــند الكراســي والاعــراش ؟ ... وْلا مـن يـجـدّي للمطاريـش بجـْـداي؟

اللي يجّرب سيفه بْخــــيّ ما عـــــــاش ... وان طاب عيشه خلـّها بذمـــّـة الـدّاي

حذراك دود الخل عالـخَل يعــــــــتاش ... خلــّك عــن طــْناب الخبـيـثين بِـجْلاي

وْجَرح القـريب اللي من العضد نهّاش ... أخير منـّـهْ جرح ياتي من اعـــْـــــداي

كِفّ الشــكا يا حْمود قلبي لك انحــاش ... وجيش العدو ما تشوف رفت له الراي

يردف من المـدريد وجـْنيف دفـــّــاش ... من هاي دفعة ودفعة ٍ كــود من هـــاي

يجذب من عــتـوم العرب كل خفـّـاش ... ويلتـمّ مثل الغــور ما يجمع المـــــــاي

ماغيرهاها وْمخلب الـــحُر عفــــّــاش ... سلطان والمختار خطـّوا لنا هــــْـــداي

ألحــقّ ودّه دمّ يــوم الدفــــع كــــــاش ... والياس يجمعنا على الذل برْضــــــاي

والموت هـُوّ الموت موتٍ على فراش ... وموت الشجر يا حْمود عين ٍ قبل زاي

نشـمخ على قـب الميازين بـرْيـــــاش ... وضلع ٍ بضلعْ دْماك سالت على دْمـاي

بعد هذا الكلام الذي قلته لحمود ..!!!

شيّل حْمود وْشـفتـه بْوَجه البــْـــشاش ... وســمعوه ربعي بين تونس ومشحــــاي

يحدي وصوته عـالملا تقل شـوبــاش ... خشم المعادي لو شمخ : حدّه حـــْــذاي

حازم النجم / تشرين الثاني /2002م