نازك الملائكة / ليلة ممطرة
صفحة 1 من اصل 1
نازك الملائكة / ليلة ممطرة
ليلة ممطرة
( نازك الملائكة )
الآن يا نجمي تغيب ,ولم يحن وقت الأفول ْ؟
الآن والليل الجميل يريق ضوءك في الحقولْ ؟
والزهر , تحت الليل , نشوانٌ بمشرقكْ ؟
والنهر , والشطآن تضحك تحت أشجار النخيل
الآن تغرب ؟ يا لمأساة الجمال الذابل
يا نجمي المأسور في كفّ الضباب الشامل
يا فيلسوف الليل , يا سرّ الوجود الذاهل
عبثاً أناشيدي إلى أضواء نجم ٍ آفل
عبثاً سهرتُ الليلَ أرنو والتفجّع غالبي
أتزوّد النظر الأخير إلى ضياك الشاحبِ
وأصوغ ألحان الرثاء على صباك الذاهبِ
وأحوك من دمعي الضياء لكلّ نجم غاربِ
رحماك يا نجمي الجميل متى نهاية ليلتي ؟
ومتى ستنقشع الغيوم وتستريح كآبتي ؟
قد شاق قلبي أن أحسّ الصمت تحت خميلتي
وتجوب عيناي الفضاء وفي يدي قيثارتي
ما زلت أنتظر السكونَ وليس غير صدى المطر
والريح في سمع المساء تئنّ ما بين الشجر
لا طير يمرح في الحقول ولا أريج ولا زهر
لا شيء غير صراخ رعدٍ هاتفٍ بأسَى البشر
ومن الظلام تصاعدت آهات قـُمريّ الغصون
ذهبت بمكمنه ِالرّياح وعزّه ُالمأوى الحنون
حيران , مرتعش الجناح , مجرّحٌ تحت الدجون
رحماك يا ربّ العواصف , حسبنا المطر الهتون
أين الفضاء الحلو , أين الصحو ؟ أين سنا النجوم ؟
من جمّع المطر الكئيب , وبثّ في الليل الغيوم ؟
يا ريح رفقاً بي ورفقاً بالعرائش والكروم
رفقاً بقـُمريّ المروج فقد أمضّته الهموم
قد كان في قلبي أمانٌ يا رياح فخنتِها
قد كان في هذا المساء مفاتن فمحوتِها
قد كان في المرج الجميل عرائشٌ أذبلتِها
قد كان في ثـَبَج ِ السماء كواكبٌ أطفأتها
وبقيت , في الليل الكئيب , أصيخ للمطر الكئيب
وعلى فمي اللحن الغريب , يصوغه قلبي الغريب
وتلوح لي خلل النوافذ ظلمة الليل الرهيب
عبثاً أغذي موقدي فالآن ينطفئ اللهيب
قد حطّم الإعصار نافذتيّ وانطفأ الضياء
والآن لا أضواء حولي غير إبراق السماء
يا ضجّة الإعصار في الآفاق , يا مطر المساء
الآن ألتمس الرقاد إلى غدٍ فإلى اللقاء
( نازك الملائكة )
الآن يا نجمي تغيب ,ولم يحن وقت الأفول ْ؟
الآن والليل الجميل يريق ضوءك في الحقولْ ؟
والزهر , تحت الليل , نشوانٌ بمشرقكْ ؟
والنهر , والشطآن تضحك تحت أشجار النخيل
الآن تغرب ؟ يا لمأساة الجمال الذابل
يا نجمي المأسور في كفّ الضباب الشامل
يا فيلسوف الليل , يا سرّ الوجود الذاهل
عبثاً أناشيدي إلى أضواء نجم ٍ آفل
عبثاً سهرتُ الليلَ أرنو والتفجّع غالبي
أتزوّد النظر الأخير إلى ضياك الشاحبِ
وأصوغ ألحان الرثاء على صباك الذاهبِ
وأحوك من دمعي الضياء لكلّ نجم غاربِ
رحماك يا نجمي الجميل متى نهاية ليلتي ؟
ومتى ستنقشع الغيوم وتستريح كآبتي ؟
قد شاق قلبي أن أحسّ الصمت تحت خميلتي
وتجوب عيناي الفضاء وفي يدي قيثارتي
ما زلت أنتظر السكونَ وليس غير صدى المطر
والريح في سمع المساء تئنّ ما بين الشجر
لا طير يمرح في الحقول ولا أريج ولا زهر
لا شيء غير صراخ رعدٍ هاتفٍ بأسَى البشر
ومن الظلام تصاعدت آهات قـُمريّ الغصون
ذهبت بمكمنه ِالرّياح وعزّه ُالمأوى الحنون
حيران , مرتعش الجناح , مجرّحٌ تحت الدجون
رحماك يا ربّ العواصف , حسبنا المطر الهتون
أين الفضاء الحلو , أين الصحو ؟ أين سنا النجوم ؟
من جمّع المطر الكئيب , وبثّ في الليل الغيوم ؟
يا ريح رفقاً بي ورفقاً بالعرائش والكروم
رفقاً بقـُمريّ المروج فقد أمضّته الهموم
قد كان في قلبي أمانٌ يا رياح فخنتِها
قد كان في هذا المساء مفاتن فمحوتِها
قد كان في المرج الجميل عرائشٌ أذبلتِها
قد كان في ثـَبَج ِ السماء كواكبٌ أطفأتها
وبقيت , في الليل الكئيب , أصيخ للمطر الكئيب
وعلى فمي اللحن الغريب , يصوغه قلبي الغريب
وتلوح لي خلل النوافذ ظلمة الليل الرهيب
عبثاً أغذي موقدي فالآن ينطفئ اللهيب
قد حطّم الإعصار نافذتيّ وانطفأ الضياء
والآن لا أضواء حولي غير إبراق السماء
يا ضجّة الإعصار في الآفاق , يا مطر المساء
الآن ألتمس الرقاد إلى غدٍ فإلى اللقاء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى