الذيب مع محمد ابو خير

هذه القصيدة أرسلتها للمرحوم الشيخ أبوصالح محمد ابو خير من قرية أم الرمان
وكنت قد سمعت من أحد أقربائي حادثة أغرتني أن أقول القصيدة :
فعندما تم افتتاح بئر البلد ( الغارية ) وتجربته بضخ الماء منه لسبعين ساعة أصبح هناك بركة ماء كبيرة محيطة بالبئر وبطبيعة الحال فقد وردت الحيوانات البرية والطيور على الماء ويقول قريبي أنه شاهد ذئباً يرد هذا الماء وبعد أن روى عطشه قام بالعواء ثلاث مرات وبعد برهة جاء ثلاث ذئابٍ إلى المكان وشربوا الماء ثم ذهب الجميع .., أنا شخصياً قلت في نفسي : هذا ذئبٌ ينادي رفاقه وإخوانه ليشاركوه الماء الذي وجد ونحن كعرب ... يا عالم الحال
أصدقائي اتخذت من هذه الصورة مطلعاً وموضوعاً لقصيدتي هذه التي أخاطب بها المرحوم العم ابوصالح :

عــيني تراعي أطلســاً بالشــواطيب ... يـارِد جــليــب اشـْـبـيـح بــاوّل سفوحه
فطــّن عليه الـقـــُور جوح النواديب ... تــقــنب طــَواة احشــــاه سرّاً يــبــوحه
لي بالــتماني شــوفة العَــود يا ذيب ... قلـــبي بهم مشـــغــوف مع كل جــوحه
ألرّاس يـعـْبى لــَهْ مع القــايلة طيب ... وش عـــاد لو تـــشهى المحبـّين روحه

ويا راكباً مـن فـوق نـَقـْـوَ المناجيب ... خــَطــْوَه علــى ســَجّ المـداهيـج توحى
جــَدّي المسـار وْدُوك خط المكاتيب ... واطلب عـن الزلات مــير الســــموحه
مـلفــاك عَــودٍ من احـْرار المراقيب ... اللي مــع المــيـــزان قــــافــه رجوحه
سلم عليه وْهذب القول القول تهذيب ... قـلـــّه عن الغطــّات عــيني شـِـــبوحه

دارٍ خــبرتـه نـالهـا الـمين والعـيـب ... مـــالت مع هبوب العواصف صروحه
مــِن كثرة الشــيخان كـُثر العذاريب ... الــيوم ابو ســـرحان يرعى مســــوحه
بين الرجا والياس قــضّ العصاليب ... وســـيوفنا شــامـَت وَ لا بـــان ضوحه
صارت مع الريضان بوش الاجانيب ... ترعى مغاثــير العرب في ســـروحه
حـــــافوا علــينا وكثــّرون التلاعيب ... والســابقة مْن الخــيل اوثــق جـموحه
لامــا غدينا الـــيوم مثل الــمـراعيب ... طيورٍ عن الطولات قِصْرت جنوحه
قـُصم ٍ حدانا بسُبّــق الريش تصويب ... مــانــدرك مْن الفــَود كــُود المزوحه
ناس ٍ نحـاها مطـلـب العيـش تغريب ... وْناس ٍ على زود المـصاريف نـُوحه
وريح العنا يصفر على مسلك الجيب ... طير الســعد يا خال غــبّت صْدوحه
لوّا ســقى الله دَور غـَزوَ الــمطانيب ... دور ٍ مع الــتـذكار شــيّــل نزوحه
كل ٍ يزوم بــْــطايل الـــــباع ويجيب ... مــا راع لـو كثرن عطايب جروحه
راحت وصفـّينا على فــطــّر الــنيب ... نــذرف لــها العبرات ذرف بملوحه
معذور لو ياتي قـبل حـينه الشــــيب ... مـــعـذور كـــبدٍ فـــايح ٍ بالـكـتوحه
وانا احمــد الله عــالم الســر والغيب ... يا الله نــطلبْك العــفو والصـــفوحه
تاريح القصيدة /نيسان /2002 حازم النجم

جواب المرحوم العم ابوصالح محمد ابوخير على القصيدة السابقة :

يـــاهيه ياللــي تــرقب الطــير والــذيب ... وتخفر شــعيب اشــبيح بــاوّل مساحه
لابُـــد يـــورد لــَهْ بـْـكـــار وْرعــابـيـب ... وْريـم وحــَبَر وطيور يخـفـق جناحه
دونــك تحيــّة عــَود خــالي مــن الريب... كيف انت يا نســـل القروم الســجاحه
مع هـَلوتين ْورحـبـتـيــن ٍ علــى طــيب ... تغشـــاك في وقت المســا والــصباحه

خــذيت مــن قــافــك لــذيذ الــعــواذيب ... شــيٍّ كمــيــته وْشــيّ بــالعنف بــاحه
وشــي ٍ بــنفســــي مثل ســَعي الدباديب ... عــيّــا عــَليّــا يــاحـَـليف الــفــصاحه

ويــاراكبــاً مـن فــوق ســَرْع الــدواليب ... توْصَلـْك لــَراعي القوافي الـصحاحه
شمسي غدت في حوض جنح المغاريب ... وسمعي وشوفي من عيا الدهر راحه
صـــفــّيت كنــّي مع هــَلَ الـــدار ألذيب ... أقــنب وأنـشـــــي للضـــماير كـتاحه
دونــك جــواي بــْكضة الدهر والشــيب ... كبدي عـلى القــافــات رمّـــد ونـاحه

وش لك بــْكنــع ٍ حــادْيـَتـْه اللـواهــيب ... لولا الضما ما ســْمعت لجّــة جـْواحه
ذيبٍ عــوى للــذيب هـــان المشـاريب ... واللــي رجـيـته صـــدّ عــَنــّك وْزاحه
كــِبّ الرفق لاصــار غــاية وتلاعيب ... عــدّك كــــمـا وارد طــَمالــة مــْحاحه
تــِغيّرت دنـيـاك مـــِن عــالِــم الغــيب ... وْســـادوا عــليها مــدوّرين الــبـجاحه
ثـلـثـين هــيــل الدار لحـقوا المناصيب ... بعــد الفـشــل مـــا فــاد كـثرة صياحه
يــا حــيف زجّــوها بْســـوق المجاليب ... ناس ٍ عــَنـوا بـَه وناس تجمع ارباحه
وحنــّا بهــا غـطــروف بــْيد اللواعيب ... كــل ٍ عـــلــى مـــا رام شـــدّه وْلاحه
مـن يــوم صرنا عا بَعَضنا قصاصيب ... عــز ٍ لنـــا يــاحيف ولـــّى فــَــلاحه
ألطـيـب مـنهــل للــرجــال المـنـاجيب ... هنــّيـت مــَن مــنــّه يـعــبّــي اقــداحه
ودارٍ لنــا تشـــفي الشـــفا والمــراقيب ... طـيب وْحـِلـم وفــْعــول عفة وسماحه
ولــولا الضحايا والسـيوف المحاديب ... مــا شـــيّدوا بالدار صـرح وصراحه
ولــولا الرمك وحْلاسها وفطـّر النيب ... مــا صَـد ميشــو عـن حــمانا وْراحه
حنــّا لهــا مــن يــوم هــب الهبـاهيب ... نحمي الحـمى وبـالعنف نخمد رياحه

وْحَشو الدغل قامت على الفطر الشيب ... ترغي ولا تجدي الصدق من مزاحه
والله مــا ودّي بـْكـشـــــــف المحاسيب ... ألبــِلّ ياتــيــها الـجـَرَب مـن مـَراحه
داء ٍ بنا مـن مـطـلـع الكـون ما يـْطيب ... عــيّا عـلى لــقمان وادغــل جــراحه

ولــوّ التـمـاني يـقـبله راعيَ الغـــيــب ...تمنــّيــت انا وايّاك نــشــحى بـطاحه
مع لابـةٍ تنســـــــــج بياض ٍ وتــأديب ... مــاحيّ مـنهـم عــن دلـيـلـه تـنــاحى
واللي تـبع هــيــل النــقـل والزواريب ... مــا هــمّهُ بالــدار خَــسْـــر ونـجاحه
يا الله يــا مرزق جميـــع الدباديب ... تنجــب لنــــــا عَــودٍ يجيد الــملاحه
ابوصالح محمد ابوخير / أم الرمان /

الصديق الغالي مروان
الأخ الحبيب الذي أعتز برأيه وطابعه المعروفي والفكري الراقي

أنت من اهل المعروف والله