الدين لله والوطن للجميع

من سلالات المجد , وضجيج أبي , وارتمائهِ فوق التألق الأنثوي أتيتُ.... من التشارك الخالص في حقل زهورٍ عبقٍ مع اللحظة الحاسمة لاجتماع النطف البشرية في وسط الجنة الأولى وتسعة أشهرٍ كانت أيام التكوين , بكل تواضع البشر صرختُ معلناً قدومي . وتفتحت عينايَ حيثُ رأيتُ كل شيءٍ حولي و بدأتُ أُشير بإصبعي إلى الأشياء المجهولة علَّني أعرفها أو أفهمها أو أدركها ..أما أسئلتي فتزاحمت في ظلِّ الواقع المرير القائم مع دورة الأيام التي بدت متشابهة كحلقات السلسلة الواحدة ولا اختلافٌ إلا فيما لا أستطع أن نوقف تطوره أو تقدمه أو تغيره ويمكن لعقلي أن يجاري كلَّ الأحداث فربما يختلف قراري بين ليلةٍ وضحاها أو لحظةٍ وأُخرى أو بين يومين أو ساعتين أو سنتين ... و بدأوا يعلموني , وبدأتُ أُرَدد وربما كنتُ أُرغم على تعلم ما لا أرغب أو أقنع , كان أجدادي يهمسون في أدنيَّ كي أرفض كلَّ الأخطاء فليست كلُ التعاليم هي الصواب ... لكني أرغمتُ على قبولٍ لما لا أُريد أو أرغب حفاظاً على الاستمرار وتأملاً بالمستقبل فانتصرتُ بمعارك لم أحمل فيها سيفاً مع أني كنتُ قد تعلمتُ قصائدَ خاصةً بالحروب أيضاً و من واقع الحال ( حنا للسيف بالدمِ نروي حدَّه ) . وفهمي للحياة علمني أن أرفع شعاراتٍ لها وقعها وأثرها ورجالها ( الدين لله والوطن لجميع ) عبارةٌ تحمل من العبقرية ما يكفي وما يدل على رؤية ثاقبة وحياة جريئة وحرّة وكريمة للوطن ولأهله وللدين ورجاله أما قائلها فيحمل في عقله كل ما تحمله الكلمة من معنى إذ أنها عبارة تثقيفية واضحة المعالم تؤكد أن الوطن يجب أن يكون فوق كلِّ اعتبار... آنذاك وفي وقت يغدو كل شيءٍ ممكناً تقريباً وفي عصرٍ ولنسمهِ ( ذهبي ) يحلو الحديث ويطول حتى الصراع الأزلي , ربما يكون من المنطق عند استرجاع ذكرياتنا البحث بدايةً عن صورٍ لم تحرّك مشاعرنا وضمائرنا فحسب بل أثارت عالمنا بأسره كما نتذكر تماماً مشهداً لذاك الشيخ الذي تحدى المدفع واضعاً عمامته في وسط الفوهة البركانية ( السبطانة ) . هناك لحظات ومواقف تاريخية خالدة تظهر مراراً وتكراراً لتكوّن للتاريخ دروساً وللمستقبل القادم أمثلةً وهناك أشخاصٌ مهما نسيناهم أو تناسيناهم فالتاريخ يذكرنا بهم دائماً , فهم سطروه بدمائهم الزكية الطاهرة .
خطوة جريئة : أحلام مستغانمي تقول : ( وحده تاريخ الأبطال قابل للكتابة ... وما تلاه تاريخ آخر يصادره الأحياء ...) وأضيف أيضاً إنَّ تاريخ بعض الأبطال يقرؤه اليوم جيلٌ لم يشاهد الحقائق بل يرددها ( كالببغاء ) لكنه سيكتشفها تلقائياً , فهناك علاماتٌ لا تخطيء .
أيسر مشهور أبو لطيف