حسن خيزران في محكمة شبيح

قصيدة العم أبو وسام حسن خيزران المرسلة للشاعر محمد شجاع وكما وردت في المنتدى , نضعها بين أيديكم والنشاما ما بدها مستحى .... عليهم ...
يقول أبو وسام :
حصلت عندي سهره للشعراء وهي أول سهره في القريه وكانت سهره جميله بحضور لفيف من الشعراء بينهم الأخ الشاعر ابو نزار وقد اتحفنا ابو نزار.. وعدت الى السعوديه وكان ذلك عام1986 والناس الى بلاد الاغتراب وصدف وجود شخص وهو نمر القنعباني من ام رواق مسافر الى سوريا والاحاديث تكثر عن الهجره والاوضاع فارسلت هذه القصيده معه ..وقد سافرت الى سوريا بعد فتره وجاءني ابو نزار والمرحوم ابو مالك والمرحوم مرهج ابو طافش وذلك بعد سنه من القصيده التي لم تصل كما اخبرني ابو نزار ونحن طبعا مش من مستوى ابو نزار ولكن قدر الامكان وحسب ظروف تلك الفتره....!!.ياخي صارت سالفي
القصيده:
يا نمـــر ولم لي زهابك والسلاح ... تـِحزم عْلى الجمس خير ٍعسابه
ارض الوطن لوصلتها عند الصباح ... حي العلم والأرض قبّل ترابه
تلفـي جبلنا وبالسويدا لا ترتـــاح ... على الرشيدي هْناك النا قرابــه
تلفي ابــو نــــزار للضيف نطاح ... فرمل بأرض الدارواطرق البابه
يلقاك باسم بـِهـلا وطيب واسماح ... وترحاب زايد ليك والفٍ هلابــه
قــرم ٍ نبيل وبالكـــرم كيل طفاح ... مضياف ويعز الرفق والصحابه
انطي كتابي وانثر الند يا صــاح ... وارتاح مــــن بعد العنا والعذابه
عــلم ٍ يغث البال والبال ماارتاح ... قالوا الدياراليوم نايح غرابـــــــه
ديـــــارٍ دفـعنا حــقها دم وارواح .. سوس الخشب ينخر ويدم جنابــه
الخلق فيها ســـاريه بكل مصباح ... متولفي للهجر باول شبـــابــــــــه
بواب المضايف سـكروها بمفتاح ... يا حيف دُور العز تســكــر بوابه
لعبوا بهـا التجار من اجل لرباح... وعلى رغيف الخبزعملواعصابه
هم زيفـوا التـاريخ وبظـنهم راح ... ومن فعلهم يا صاح طارالصوابه
حنا لهم في كل ممسى ومصباح ... بالفعل لا بالقول او بـــالخطـــابه
وحنا لهم في كل وقـت ٍ ومرواح ... يشهد لنا غملان يوم الحـــرابــــه
تاريخـنا بالعـــز والمجـد  وضاح ... بيظل طول الدهـــر براس نـــابـه
بالمزرعه ياما قصـفنا من ارواح ...ومن يسأل التاريخ يلقى جـــوابــه
ولا بيرق ٍ بالمعارك لــنا طــــاح ... وبيارق العدوان أضحت ســرابـه
اما بحـرب تشرين شــاهدنا الوشاح ... ومن فعلنا المارنز شدوا الركابه
ديارنا تــبقى ونبقى لهـــا ســـلاح ... سيف ٍ صقيل ٍ والعدو ما نهابــه
نفدي الوطن بالـدم أيـضا ولرواح ... ومــــا نبالي بزارعين الخـنا به
حنا هلا الطولات صلفين وسماح ... وفــــعالـــنا بالطيب كل ٍ حكابه
للحق حــق وقــولنا مــا بـه مزاح ...  (والحق وده صارماً ينهـــوا بـه)
واختم كلامي ليك مع عطر فواح ... غض النظر وان كان صايرخطا به
للوطن كود نعود وتبرا لنا جراح ... واهنو من عــــاد وشـــاهد حبابه
واهنو الريان ونســكن بــه مراح ... ونطرب للمهباج وصوت الربابه

حسن خيزران********قرية حوط

تحياتي يا خال وأريد أن أقول قبل كل شيء أننا نختار القصيدة من جملة القصائد التي قام بإدراجها الشاعر في المنتدى بدون تحيّز للقصيدة الأجمل من قصائده وبودي أن أقول هنا للشباب الذين يودون التعليق على القصيدة التي بين أيدينا :

(العذر مقبول للي كان غايب .... من حضر يا لابتي لا تعذرونه )

النشاما ما بدها رحمة ....
هذا على سبيل الحركشة أما في نقد القصيدة فأقول :

لقد بنا الشاعر قصيدته على الطراز الكلاسيكي التقليدي المتعارف عليه في قصائد مجتمعنا القديمة , ونلاحظ هذا من مطلع القصيدة الذي يباشر فيه الشاعر بمخاطبة المرسال المتعارف عليه (دولياً ) إلا أنه يحدّث بالصورة حيث يجهز المرسال على سيارة الجيمس المذكورة ولا يدخل في وصفها أبداً متجاوزاً بذلك جزء من التقليدية , ويدخل في مقدمة الموضوع مباشرة بعد البيت الثاني , حيث يوصل المرسال إلى السويداء وبالذات إلى قرية الرشيدي مسقط رأس الشاعر أبو نزار محمد شجاع , ويمدح المخاطـَب بعبارات جيّاشة وصادقة , هي بشكل عام واردة عند معظم شعراء المدح ...
ويلج موضوع القصيدة الذي لا يطيل الوقوف عنده ... وهو موضوع الغربة ...
وأقول هنا أن الشاعر استدرك العلة وأسبابها في شطرٍ تقريريٍّ عندما يقول :

لعبوا بها التجار وبددوا الافراح ... وعلى رغيف الخبزعملواعصابه

ومن هذا السبب المقتضب والواسع بنفس الوقت يجد الشاعر منهجاً لقصيدته , حيث يدخل في موضوع التأكيد على تاريخ هذا الجبل الأشم منذ القدم ويفخر بنضال أهله المشهود تاريخياً في العصر القديم والحديث إلى أن تلبس القصيدة هذا الثوب حتى نهايتها , فهي إن أردنا تحديدها موضوعياً قصيدة وطنية شجيّة .

ولي تعليق على بعض النواحي الفنية في القصيدة :
فالوزن يضطرب في بعض الأبيات بين الوقف والقصِر والطول مثل :

( خويت وسوس الخشب بيجنابه )

(لعبوا بهــا التجار وبددوا الافراح )

(زيفـــــوا التـاريخ وبظـــنهم راح )

(ما فكرواحنا لهم ممسى وصباح )

(وجيش ميشو انباد ويعض السبابه )

(ولا بيرق ٍ بالمعارك لــنا طــــاح )

(وبحـرب تشرين شــاهدنا الوشاح )

وإن هذه الهنـّات بالوزن تحتاج إلى تصحيح بسيط بإضافة حرف أو مفردة ليس أكثر وأنا اعلم أن الشاعر قدير على ذلك وخصوصاً أن القصيدة قديمة وهو لم يشأ أن يعدّل بها عندما أدرجها في المنتدى .. وهنا اطلب منه إعادة النظر في هذه الأبيات ...
ومن ناحية ثانية أشير للصور في القصيدة , فهي في بعض المواضع جاءت على صيغة الحشو مثل :

(وجيش ميشو انباد ويعض السبابه ) .. نعم هو يشير إلى ندم الجنرال ميشو بعد معركة المزرعة العظيمة ولكن جاءت العبارة بسيطة ومرهقة إلى حد ما.
وأيضاً عندما يقول : ( وبيارق العدوان صارت ســرابـه ) ... فالإشارة لهزيمة العدو واضحة ولكن جاءت هنا في تركيب ٍ عادي كان يمكن للشاعر إيجاد وصف أجمل منه .
واشير إلى أن البيت الذي يقول فيه : ....

(تاريخــنا بالعـــز والمجـد وضّاح ... بيظل طول الدهـــر براس نـــابـه )
لا يخدم الفكرة من حيث المفردة التي استخدمها مضطراً في قفلة البيت ( براس نابه ) فهو يريد ( براس نابي ) أي في رأس جبل ٍ مرتفع أو في أعلى نوابي الجبال ولكن المفردة جاءت على غير منحاها المطلوب رغم أنها واضحة ....
ولا يفوتني أن أشير لجمالية الطرح وخصوصاً في الصور البديعة التي نصادفها في القصيدة وهي تراكيب جزلة وجميلة :

(قالوا الدياراليوم نايح غرابـــــــه ) , وهي إشارة جميلة في سياق الدلالة على الغربة
(بالمزرعه ياما قصـفنا من ارواح ) , تعبير جزل وجميل يأخذ كلا المعنيين في الشهادة وفي دحر العدو
(....صلفين وسماح ) , جمع بين صفتين هما من أروع صفات الرجال
وفي النهاية أعتذر من العم أبو وسام لهذه الجرأة , ولكن على قدر الأملية يا أخي ... هذا ما رأيته في القصيدة ولكم حق الطعن فيما أوردناه والأعمار بيد الله على كل حال .

الخال الكريم أبو وسام :
بالنسبة لموضوع الفن التقليدي أو الكلاسيكي , فهو فن قائم بحد ذاته ولا يشار إليه بالسلبية أبداً إنما لتوضيح الصيغة التي يندرج تحتها هذا الفن
شكراً لرحابة صدرك