لاحياة لشعب بلا كرامة

لا حياة لشعبٍ بلا كرامة ولا كرامةً لشعبٍ بلا وطن
في مثل هذا اليوم الاستثنائي 17 نيسان من عام 1946 وفي هذا التاريخ العظيم الذي أصبح بحد ذاته حداً فاصلاً بين مرحلتين مختلفتين كلياً إذ أن الاختلافَ بدا واضحاً بأدق تفاصيله حتى على وجوه من واكب تلك المرحلة , فما قبل 17 نيسان يختلف عما بعده إذ كانت الوجوه شاحبةً مصفرّةً مسلوبةً بعيدةً كل البعد عن رغبة الاستمرار حتى في الحياة لما واجهته من ويلات على يد الاحتلال الأجنبي لهذا البلد الغالي على قلوبنا جميعاً بما تعنيه الكلمة من معانٍ عظيمة وكي لا أريد أن أعود إلى مرحلة الاحتلال متعمقاً في تفاصيلها فالجميع يدرك تماماً معنى الاحتلال سأوجز ذلك بعبارة واحدة لنحفظها ولنعلمها لأولادنا كونها تصلح في كل زمان ومكان " لا حياة لشعبٍ بلا كرامة ولا كرامةً لشعبٍ بلا وطن " فهذه الفكرة الحرة هي أساس كل تفكيرٍ حر ... بل إنها كانت وستبقى إلى أبد الآبدين ولأنها أشعلت الثورة حتى شملت أرجاء سوريا كلها وحتى زال الاحتلال عن أرضا الغالية وهنا لا بدَ لنا أن نتذكر قادة هذه الثورة جميعاً والثوار الذين جاهدوا في سبيل غزة هذا الوطن ورفعته كما أقف إجلالاً لأرواح شهدائنا الذين كان في تضحياتهم وفي موتهم حياتاً لنا جميعاً نحن أحفاد هؤلاء العظماء الذين مشوا تحتَ شعارٍ أطلقه قائد الثورة السورية الشيخ المجاهد سلطان باشا الأطرش وهو(الدين لله والوطن للجميع) هذا الشعار الذي لخص في محتواه فكر هذا الشعب وأصبح منهجا اتبعته الأجيال كافةً وعلى أساسه جاء الخلاص و التحرير من المستبد فسوريا الحبيبة تحررت تحت ظل هذا الشعار والشعب السوري بكل أطيافه كان وسيبقى شعبٌ واحد وهذا البلد لكل أبناءه واليوم وبهذه المناسبة العظيمة لا بد لنا أن نعرّج على الوضع القائم في وطننا العربي فالثورات لا ترتبط فقط بوجود احتلال وما نشاهده بهذه لمرحلة الحاسمة في كل أرجاء الوطن تقريباً من ثورات متشابهة تؤكد أن شعوبنا العربية تتوق دائماً للحرية وترفض الذل كيفما كان ومن أيٍ كان إذ هبت هذه الشعوب من أجل الخلاص من المستبد والسفاح والفاسد والملك بعد أن سُلبت حريتها و كرامتها وأوطانها وهنا لا بد من تهنئة الشعب في تونس و مصر و ليبيا مستقبلاً ولكل بلد عربي سيتحرر لاحقاً ... فهذه دروسٌ وعبر لكل الطغاة لكل الظالمين لكل مستبدٍ في هذا الوطن الكبير لا بل في هذا العالم وكل التحية للشهداء الذين قدموا دماءهم في سبيل كرامة وعزة شعوبهم واستقلال وطنهم من الاستعمار الداخلي وأعوانه ... وأخص بذلك إعادة مصر إلى موقعها الصحيح المعاصر مصر العرب مصر العروبة والمناعة مصر الحضارات الإنسانية العريقة ولا أنسى أبداً دم الشهيد العظيم الذي أشعل الثورات وكان الشرارة الأولى والانطلاقة الحيّة والمشعل والشعلة التي ستنير دروب العزة والكرامة الشهيد ( محمد بعزيزي ) إذ أُحيي من خلاله الثورة التونسية العظيمة أيضاً التي حررت تونس بعد ما يقارب ثلاثين عاماً من السرقة والخيانة والاستغلال والفساد ...
خطوة جريئة : الحرية تحتاج إلى ثورة والثورة تكفيها شراره واحد فقط كي تعم أرجاء الوطن والشرارة الأولى تنطلق من العقل . ختاماً لنردد ( للحرية الحمراء بابٌ بكل يدٍ مضرجةٍ تدقُ ) ...
أيسر مشهور أبو لطيف