قصه عبره لمن يعتبر

~~~~~~~هذه القصه لنمر العدوان الفارس العجيب والشاعر المبدع~~~~~~~~~~~~
نوردها هنا لأنها تحكي قصه انسانيه , عندما نلتفت الى الفقراء والمحتاجين والمظلومين ايضاً.. واوردها هنا كما وردت على لسان (روكس بن زائد العزيزي ) في كتابه عن نمر العدوان :
كان نمر العدوان إنساناً رقيق العاطفة كريما مضيافا وكان شاعرا متفوقاً ..كان يُعطي المحتاجين من غير ان يعلم احد وكان له اسلوب خاص بالكرم اذ كان يُكرم الذين لايتوقع من إكرامهم منفعه وكان يؤمن بما يقوله العامه : ( طعمة الناس اقريضات وكل شيء قرضه او دين حتى دموع العين!!)كان يؤمن بأن الله لمّا وهب لنا الخير أخذ علينا عهداً ان نشارك المحتاجين من عباده فيه لأن الناس عنده ابناء الله وان احب الناس عنده أبٌرّهم بعباده.. ....
وكان في أقصى مضارب الفريق خربوش(1) تقيم فيه عجوز تكاد تكون كفيفة البصر وكان نمر ووضحا زوجة نمر يتعهدانها دائما ولا يغفلان عن برها من عشاء الضيوف ..والشق الذي هو بيت نمر يكاد لا يخلو من الضيوف لذلك كانت هذه العجوز في بحبوحه من العيش !..في المأكل والملبس ،،كما خصص لها ثلاثة من الماعز يصل اليها حليبها كل يوم ،، أما السمن والزبد واللين فتخصها به وضحا بيدها..
حصل مره ان الضيوف الذين نزلوا بالشق كانوا من علية القوم وأن المعازيب(2)الذين جاؤوا لتكريمهم والإحتفاء بهم كانوا كثيرين فغفل نمر ووضحا عن العجوز..فلما انتهت السهره ودخل نمر الى المحرم قدّمت له ام عقاب (وضحا) عشاءه ،لأنه ليس من عادة نمر ان يأكل من عشاء الضيوف عملا بالقول المأثور عن البدو : ( ضبع الرجال يشبع ليلة انه مضيوف وينام ليلة انه محيوف) وكان عشاءه عادة ديكا مشوياً وعجه وعسلا بريا وقبل ان يمد يده الى عشاءه سأل وضحا قائلاً: /عساكي ما نسيتي العجوز قصيرتنا؟؟ / صفقت وضحا كفاً بكف
وقالت: خطيّه والله يا بو عقاب اني نسيتها من كثرة الذهله تهنّ انت وانا اوصل لها عشاءها ،،
لم يلتفت نمر الى قولها بل حمل عشاءه وتوجه به نحو خربوش العجوز فوجدها ما تزال تنتظر العشاء فناداها: يا خاله فردت عليه بلهفه : يا عونك يا بو عقاب قال لها : لا تعتبي علينا الضيوف شغلونا ..فراحت تدعو له بالخير وبطول العمر ورفعت يدها الى السماء قائله : الله يحميك من كيد اعدائك , عاد نمر من عند العجوز بعد ان مزق الديك المشوي والعجه واطعم العجوز وهو يشعر بغبطه وسرور عظيمين ..لأنه فرّح قلبا حزيناً .. وعاد الى المحرم فوجد وضحا قد أعدًت له عشاء ،، تناوله ونام هاديء البال ، فرأى في الحلم افعى اضخم من اللي قتلها ورآها تسعى نحوه فذعر منها وكانت كلما حاولت ان تلدغه صدها بالإناء الذي حمل فيه العشاء للعجوز ... نهض ، تعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولم يعد الى الفراش لذعره من الحلم
صحيح ان عادته كان ينام بعد كل أهل الفريق وينهض قبلهم جميعاَ وبعد ان يسرح الرعاة بأغنامهم ويفطر ويستلقي على فراشه قليلاً عملاً بالحكمه البدويه القائله: (نوم الضحى يزيد الرجال فنون)..وهو رد على قول القائل:
النوم اساس اللوم ان خالط الفتى........ربيع العذارى والرجال الهلايم
بعد ان استفاق نمر سمع صرخه خارج الشق فأسرع ليرى من المستغيث فرأى سيده تكاد تكاد تتجمد من الذعر بالقرب من افعى ضخمه قتلتها قطط الفريق فشكر الله وحمده فلما نهضت وضحا لتعد الفطور والقهوه على عادتها لأنها لا تسمح لأحد غيرها ان تصنع له ذلك تناول الطعام وشرب القهوه وذكر لها حلمه وأراها الأفعى فشكرت لله وشرقت بدموع الفرح.....انتهت الحكايــــــــه...........................
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
1- الخربوش هو اصطلاح يسمى به بيت الشعر الصغير ويكون غالبا مصنوع من الخيش
وغير منسوج من الشعر والجمع خرابيش ..وقد قال عرار :
بين الخرابيش لا كذب ولا ملق.........ولا وشاة ولا رواة اخبار
بين الخرابيش لا حبر ولا ورق........ولا يراع ولا تدوين اسفار
2--والمعازيب جمع معزب والمعزب هو الذي يكرم الضيف ومعزبة الرجل هي
زوجته ولها معنى آخر يقول فلان اعزب اي ذهب بمواشيه الى مكان بعيد
والســــــــــــلام علـيــــــــــــــــــــكم

والله ياخال والنعم منك ومن العدوان
القصة جميلة , ولكن الحدث عادي جداً وليس فيه من المثير شيء , نعم هو موقف كرامة ونبيل ولكن عادي
وخصوصاً أننا نعرف وأنت تعرف أحداث مخيفة عن ( المعازيب ) اللي ما في ببيوتهم شقفة خبز وكانوا يقومون بواجب الضيوف على أكمل وجه
اعذرني لهذا التطرّف ولكن الأعمار بيد الله
اشكرك من قلبي