تـلعة شــْبـيـح
هــلا وغــلآ وكل الر حب
نرجو من الأخوة التسجيل بالأسماء الحقيقية في هذا المنتدى
في هذا المنتدى قصائد موثوقة من اصحابها واعمال كاملة لشعراء من الماضي الجليل لذلك نطلب التسجيل بالإسم الحقيقي فنحن أمام مدوّنة شعر شعبي تراثي

حياكم الله

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

تـلعة شــْبـيـح
هــلا وغــلآ وكل الر حب
نرجو من الأخوة التسجيل بالأسماء الحقيقية في هذا المنتدى
في هذا المنتدى قصائد موثوقة من اصحابها واعمال كاملة لشعراء من الماضي الجليل لذلك نطلب التسجيل بالإسم الحقيقي فنحن أمام مدوّنة شعر شعبي تراثي

حياكم الله
تـلعة شــْبـيـح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سلمان النجم

اذهب الى الأسفل

سلمان النجم Empty سلمان النجم

مُساهمة من طرف حازم النجم 27/6/2010, 03:00

كتب الأديب محمد جابر في مقدمة ديوان سلمان النجم :
هو سلمان بن قاسم بن نجم عمّار. ولد عام 1900 م في قرية أم الرمان/ جبل العرب في مجتمع فلاحي فقير يستبد به الإقطاع ويرزح تحت نير الاحتلال العثماني,وهو ثاني أربعة أشقاء هم:محمد,سلمان,يحيى ,حمد. كان ظريفاً دمثاً مرهفاً رقيق الحاشية ,فارساً شجاعاً,أنوفاً معتداً بنفسه, طموحه يتعالى كرديفِ لرؤاه وهمته القعساء ,وفوق ذلك كله نراه وصّافاً ماهراً,وعاشقاً لدرجة الجنون والهيام. قتل إذ أوقعه فرسه جنوب قرية ( العفينه) على ما قيل,عام 1936 م فمات عزباً ودونما عقب.
شارك في معظم معارك الثورة السورية الكبرى التي قادها سلطان باشا الاطرش ضد المستعمر الفرنسي عام 1925 م وذكر بعضها بقصائده مثل: الكفر,المزرعة,قيماس وغيرها. كسب بندقيتين اثنتين عندما اقتحم ورفاقه قلعة (راشيا) وتم تحريرها وفيها استشهد أخوه محمد, وكان أحد افراد مجموعة ثوار الجبل التي ذهبت لمساندة الثائر الكبير فوزي القاوقجي في جبل الزاويه من محافظة إدلب . وكل ذلك يؤكد اقتران قوله بفعله .وبعد سيطرة الفرنسيين على البلاد سجن وعذب وحكم عليه بالأعمال الشاقة في قرية (عيون) حيث عانى ما عانى ولاقى ما لاقى.
ضاقت ولاني شايفِ لها افراجي .... وكل يوم تسمع لك علينا لجاجي
لعل الحديث عن سلمان ذو شجون.. فهو شاعر متمكن وصاحب ملكة شعرية قوية ,خاله الشاعر الكبير اسماعيل العبد الله,وإنه لو امتد به العمر لكان له ما كان... على ما أوتي من مقدرة شعرية وغزارة إنتاج.كان يرتجل الشعر أحياناً كثيرة,وهو عازف ربابة من الطراز الاول,لم يتجاوز تعليمه حد القراءة والكتابة أدخل بعض المفردات الفرنسية في بعض قصائده ,معظم أشعاره ضاعت ولم يدوّن منها سوى نتفِ هي قوام هذا الديوان الذي عانينا كثيراً في جمعه وتحقيقه.
نشأ وترعرع في مجالس شعرِ وأدبِ وروايةِ وفي عصر غزوات وحروب, وإنك تشعر حينما تقرأه أنه شاعر مطبوع يقول على سجيته وعلى طريقة التداعي, بينما تراه يعنى بالصنعة اللفظية والمعنوية أحياناً أخرى. شعره غني بالتراكيب والتشبيهات والاستعارات والمحسنات البديعية, جريانه سلس غير متقطع ولا وعورة فيه, يعبر ببيان جميل تشيعه صور محمولة على خيال مجنّح سداها قصيد وغناء ولحمتها طرب وشجىً تدلف أمواجه بتدفق رقراق يكاد بانسيابه أن يجرح الحصى بعاطفة جياشة وعشق.. ولا عشق المجنون (قيس بن الملوح)ووصف.. ولا وصف غيلان( ذو الرمة)وصيت..ولا صيت محسن الهّزاني. فثمت جمالية ومتانة تتجلى في النسيج والسبك وحسن الصياغة وروعة الديباجة تجعله مميزاً في كيفية القول. وإن بعض وجوه الصنعة يبدو جلياً أحياناً في زخرفِ بديعيِ ولكنه يأتي عفواً وعن غير قصد..
ســـــهمِ سقاني كاس بالسم معقود .... صلِّ سطا ســقــّط بقلبي تفالي
صفيت صوره عدّني تقول مفقود .... واصفق على الكفين واهمّ لالي

هنا نلاحظ ورود حرف السين,مثلاً,ست مرات في البيت الأول,وحرف الصاد ثلاث مرات في البيت الثاني,وحرف الفاء أربع مرات,وحرف القاف ثلاث مرات وغير ذلك مما يسبب معاظلة في تكرار الأحرف وتتابعها وهذا غير مستحب لدى البعض,وعابوا على الأعشى قوله:
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني .... شاوِ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شولُ (1)
وقد تفنن وأكثر في (الفن) واستخدم الثنائي منه والمزدوج والرباعي وحتى الثماني وغيره, ومخر فيه بحوراً عديدة وركب أمواجاً مختلفة, وغنىّ بجرس موسيقيّ وهمس مذابِ بتأوهات وجدِ وولهِ علنيِ ينسكب في تناغمِ مكثفِ وبوحِ يكشف سر الشفافية والجمال بصداح شجي يكاد يذوب فيه رقة ولطافة..
داني لقربي يا وليفي داني ... عذّبتني حكيَ الخلق يكفاني
حالف ترى لعهدكم ما خلّه ... لو زار جسمي للحد واكفاني

إنه محب صادق متبول القلب, وحبه بلغ به فوق حده,غير أنه كان عاثر الحظ وإن تعثره المادي والعاطفي وما خلّفه من ألم ووجد ولوعة وحرمان ترك أثراً بيّناً في شعره. ففي الحب..نراه يكاد يتوحد بالمحبوب,وغزله ليس بالفاحش ولا بالعذري,فهو عاشق الروح والجسد.
وفي الحرب..فقد أحب وطنه وتعلق بترابه,وحارب وجاهد من أجله,وغنّى له وتغنى به وبحّ صوته,ومات دونما يراه حراً مستقلاً. وفي الحالين..هو عاشق ونعم العاشق.
ونعم العاشق..عاشق المرأة التي يهيم بها ,بحبها,بجمالها,فيمنحها القلب ويميط اللثام عن مفاتنها,
فهو المتيم الذي تجاذبه حبال الشوق وتهزه رياح التصابي,المتعلق بكل ما يخص المحبوب أو يتصل به حتى لو انه بعض أثوابه أو أبسط أشيائه إذ يشتم منه عبقاً ويتذوق حلاوة لا يدركها غيره ولا يختص بها سواه..
يا لابس اليشما الطويل ذيالها ... بالليل يعجبني لويج خيالها
ولعله يرى المحبوب وكأنه مخلوق استثنائي قد تفرد بصفاته التي زادته جمالاً قتالاً أصاب منه
الفؤاد فانبرى مغرداً بجراحه وبآلام الداء العياء الذي أعجز الأطباء,فهو لا يصرخ ولا يشكو وإنما يتألم تألم المستهام حين يتغنى بالجمال الفريد الذي يأسره فيخلب لبّه ويخطف عقله ويسقم جسده فيشدو بزجل موشى بالجناس والمشابهة,استعمل فيه المجاز,والقصر,في بنيوية يلتزم بقافيتها بما لا يلزم من ثلاثة أحرف ثم أربعة..
بالوصايف خــــلاوي ولا لـــــو اشداه
وادعى لي جسمي ذاوي والعقل اشداه
يا خويه جرحي داوي وقل لي واشداه
ما شـــــــفاه الطلياني ولا ســــــــنيا
ن
ومن الملاحظ أنه قلما يخاطب المرأة أو يناجيها بصيغة المؤنث بل بصيغة المذكر,وهذا ما ينطبق على كثير من الشعراء وذلك استحياء أو ترفعاً عن المباشرة في نظرهم.
ونعم العاشق ..عاشق الوطن,الأرض,الحرية,الحياة حياة العزة والكرامة لكن غيم الاحباط وخيبة الأمل ظل مخيماً ليبقى الهم مسيطراً حيث ضاع الحق وانفقدت العدالة..
برك حيدي ووقع حملي والأعدال .... بي ديرة ما بها حقوق ولا اعدال
جبل راسي وزن همي ولا اعدال ..... رجح حملي على صخور اللجا

إنه يحمل جبالاً,وإنك تلمس كل ذلك في شوقه وتوقه المتزايد إلى الانعتاق والفكاك من تلك الوثوقية ومما يقاسي ويعاني وقد أمضّه غم الماضي وهم المستقبل فهو بينهما في بلبالِِ من يوم طويل يواجه خطوب الحاظر ويفجر طاقته الشعرية التي تكاد تنفجر به.وللشاعر الحق في أن يرفض ويتمرد ويحارب أو يموت عشقاً أو يجنّ في ظروفِ تكبله بالقيود وبها يكابد أقسى أنواع القهر والغربة وهو في أحضان الوطن إذ لا يجد ما يريد فيخاطب الدهر الذي يمثل إنسانه الظالم..
يا دهر يللي بالخــــلق ميّال .... وادعيتني ياشـــين بأوشــم حال
وادعيتني وجعان مالي حيل .... دمعي جرى فوق الخدود سيال

وفي الحرب..يصف معركة (المزرعة)الشهيرة ويصور ثقل وطأتها الذي فرضه المستعمر الفرنسي بآلياته ومدافعه وجيوشه الجرارة,في حين أن الثوار لا يملكون سوى السيف والفاس والعصا وبعض البنادق العثمانية القديمة التي قلما تجدي نفعاً,فيتغنى بالنصر ويصف الأبطال من رفاقه مع ضخامة الحدث, وما يحمل في نفسه من غضب ونقمة على العدو بفن زجليّ ذي مفردات وقافية بدوية برع في تذليلها..

من غـبون الويل وامزاج الحقود .... هاج بحري وقام يلطم بالأمواج
عــــقباني لــــجماجمهم حــصود .... بي يماني مجوهر يرهج رهاج
من حسامه ضجت عروق الكبود .... والنشامى عالذخر عملوا سباج
والمدافع مثل قصفات الرعــــود .... من رزيمه رجت الشهبا رجاج


في شعره غنى وتشويق وعذوبة تجعلك تطلب المزيد ولا تمله,وفيه صور وأخيلة تضفي عليه صبغة جمالية,إضافة إلى جزالة الأسلوب وسهولته,وبلاغة المعنى .غيرأنه لا يخلو من وجود أخطاء وشواذ وزحافات عروضية شأنه شأن غاليبة شعراء العامية,لكنك قلما تجد وقفة شاذة أو صوتاً نشازاً من حيث لغته الشعرية,وقلما يستخدم مفردات فصيحة أو حروفاً أو أسماءً أو أفعالاً غير مستحبة في الشعر العامي وقد تكون ممقوتة وهي,في نظرنا,من عيوبه مثل:ليس,ربما,قد,لقد,منذ,أما,هل,كما وغيرها.إذ لا يجوز خلط الفصيح في العامي ولا العامي في الفصيح فيعكر صفاءه.كما أنه لم يتقعر ولم يستعمل مفردات وحشية أو مهجورة بل وفّق أكثر الأحيان في التلاعب بالألفاض واستعمال القطبة المخفية في إعادة المفردة وتهجينها وترويض الكلم واستنباط بعضه من بعض,وفي هندسة البناء وقولبته,وتذليل القافية وتطويعها وعدم تكرارها بنفس المعنى(الإيطاء).كما أن اعتناءه برشاقة الألفاظ وسهولتها,وبالأقوال المهذبة, والمعاني السامية ,له علاقة متينة بطباعه وأخلاقه.
وقد يمكننا القول..إنه كان يولّد المفردات والجمل والمعاني في اتساقِ ذي رونق من الإ بداع الفني بطريقة ربما تجعله متفرداً يحلق وحيداً.
وربوعنا قاموا على كز الطلب .... من فوق ضمّر طايعات ارسانها
وبعد..ما أحدث عن سلمان الذي أبدع في فنون الشعر العامي وقال في كافة أنواعه ومعظم أوزانه,ولكنه طرق من أغراضه أكثر ما طرق غرضي :الغزل والوصف,وقالوا إنه نظم في الفنون الخفيفة مثل:
الدلعونا ,ظريف الطول,رقصة العروس,أغاني الحصاد,ياغزيّل,أشعار المناحات وغيرها .حتى أن النساء كنّ يطلبن منه ذلك,على ما قيل ,كما كان يحصل مع بشار بن برد.
أما الفنون الشعرية العامية التي لم نجد له منها حتى لو قصيدة واحدة مثل :الهجينة,الحداء,فقالوا إنها ضاعت جميعها,وبالنسبة إلى الهولية فقيل أيضاً إن عدداً من أشهرها ينسب إليه مثللأكتب ورق وارسلك)و(يابو كذيلة منثرة) وغيرها. ولكنهم لم يتمكنوا من تأكيد ذلك لذا لم نثبتها له هنا توخياً للدقة وخوفا من الوقوع في الخطأ.
لكن ما قاله سلمان ونثبته في هذا الديوان يكفي,ذلكم الشاب الذي انفلت زمانه من يده,ولكنه لم يتمكن هو من الإنفلات من قبضة زمانه الأغبر ولم يستطع منه فكاكاً,ليصل شعره إلينا شاهداً بأن الشاعر كان إبن عصره ,غرد بجراحه فوصل تأثيره حتى النخاع,إنه كطائر البجع حينما يكون مجروحاً يكون تغريده أكثر عذوبة وتأثيراً. لقد لبس وألبس شعره مسوحاً من الحزن ناشداً الفرح,لم يقل الشاعر ولم يغن إلا وكبده تتفتت ,والحزن إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على مكارم الأخلاق(فطوبى للحزانى).سلمان الذي حمل هموم القلب والوطن والأمة ,عاش ..عاشقاً يتغنى للجمال,وينزع إلى الحرب من أجل الحب والحرية, ومات..حادياً يحمل قلبه على رمح الزمن راية يلوّح بها في أعالي النهار بينما هو يحترق حرماناً كبيرق منكّس.ذلكم الذي غنّى فأطرب,ووصف فأحسن,وبكى فاستبكى,وشعر فصدق.ولعله وإن كان يحترق فربما أنه يحترق من نوره,وذلك قدر كل شاعر حقيقي.
وخلاصة القول..إن الحديث عن شاعر بقامة سلمان النجم لحريّ بأن يأخذ صفحات...وصفحات وقد لا تكفي.


حازم النجم
حازم النجم
المدير
المدير

عدد المساهمات : 450
نقاط : 953
تاريخ التسجيل : 25/06/2010
العمر : 47

https://thappet.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى