تـلعة شــْبـيـح
هــلا وغــلآ وكل الر حب
نرجو من الأخوة التسجيل بالأسماء الحقيقية في هذا المنتدى
في هذا المنتدى قصائد موثوقة من اصحابها واعمال كاملة لشعراء من الماضي الجليل لذلك نطلب التسجيل بالإسم الحقيقي فنحن أمام مدوّنة شعر شعبي تراثي

حياكم الله

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

تـلعة شــْبـيـح
هــلا وغــلآ وكل الر حب
نرجو من الأخوة التسجيل بالأسماء الحقيقية في هذا المنتدى
في هذا المنتدى قصائد موثوقة من اصحابها واعمال كاملة لشعراء من الماضي الجليل لذلك نطلب التسجيل بالإسم الحقيقي فنحن أمام مدوّنة شعر شعبي تراثي

حياكم الله
تـلعة شــْبـيـح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رموز من الثوره العربيه عام ١٩١٦م...

اذهب الى الأسفل

رموز من الثوره العربيه عام ١٩١٦م... Empty رموز من الثوره العربيه عام ١٩١٦م...

مُساهمة من طرف حسن خيزران 17/1/2020, 21:36

مهر الأصايل
في عام 1909 خلع الاتحاديون السلطان عبد الحميد الثاني عن حكم السلطنة العثمانية، وبدأ حكمهم الاستبدادي الذي أساء للشعوب الخاضعة للأتراك ، وتمادى الاتحاديون بتسلطهم وعنجهيتهم فعاملوا تلك الشعوب بكل قسوة ووحشية في سبيل إيقاظ ومداواة الرجل المريض (السلطنة العثمانية) على حساب حياة البلاد المحتلة وشعوبها. في سوريا ، بدأ هذه الإجراءات سامي باشا الفاروقي الذي غزا بجيوشه الجرارة جبل حوران فدمر قراه وأحرق بيوته ونكل بأهله مختتما عدوانه بإعدام ستة من كبار زعمائه. وفي عام 1913 جاء جمال باشا السفاح ليكمل ما بدأه سابقوه من الظلم والتنكيل بأبناء البلاد. دخلت تركيا الحرب العالمية الأولى عام 1914 فبدأ السفاح بسوق شباب البلاد إلى الجندية وأخذهم قسرا إلى جبهات القتال، ثم فرض الضرائب الباهظة ونهب خيرات البلاد لتزويد جيوش السلطنة بالمال والحبوب والحاجيات اللازمة التي نهبها السفاح من الشعوب الفقيرة ، فزاد بؤسهم بؤسا . قامت عندها الاحتجاجات وحالات التمرد، يقودها خيرة الوطنيين والمثقفين، فما كان من السفاح إلا مطاردتهم وزجهم في السجون أو نفيهم إلى الأناضول أو إلى ساحات الحرب في الجبهات الحربية للجيوش التركية المتحالفة مع دول المحور ضد جيوش الحلفاء. وقد اختتم أفعاله الشنيعة تلك بإعدام خيرة أولئك الوطنيين في محاكمات صورية غير عادلة؛ فشنقهم في بيروت ودمشق عامي 1915 و1916. حاول الكثير منهم الفرار من وجه السفاح ، فمنهم من نجح ومنهم من لم يحالفه الحظ بذلك فلقي ما لقيه من ظلم السفاح.
من أولئك الوطنيين الناجين المجاهد فايز المؤيد العظم، ابن العائلة الدمشقية العريقة .

فايز المؤيد العظم
كان فايز قد نفي مع والده وشقيقيه أحمد وعمر إلى بروسية في الأناضول ، ثم فر مع شقيقيه واجتازوا القفار والبراري حتى وصلوا إلى غوطة دمشق. وشى بفايز أحد الجواسيس فقُبض عليه وسيق إلى جمال باشا الذي أمر بتوقيفه لكي يحيله للمحاكمة . فكر ابن عمه (الشهيد) البطل سعد الدين المؤيد العظم بتدبير خطة لفراره، فأرسل له طعاما فيه مخدر شديد وحذره بواسطة الخادم الذي نقل الطعام إليه ألا يتناول منه شيئا، فرفع الحراس الطعام، فأكلوه ، فناموا. عندها فتح فايز باب نافذة الغرفة وانتقل إلى شجرة أوكاليبتوس أمامها، وانسل فامتطى فرسا أعدها له ابن عمه سعد الدين في الزقاق المجاور، وانطلق إلى الغوطة حيث وجد أخويه ونفرا من أبناء عمه، فقرروا مغادرة الشام إلى مكان يحميهم من بطش السفاح ورجاله فقرروا السفر إلى جبل حوران ( ) وحطوا رحالهم في مضافة الشيخ خليل المغوش في قرية أم حارتين .

الشيخ خليل المغوش
مكث فايز وأخوته في أم حارتين بضيافة الشيخ خليل المغوش لعدة أشهر ، وقد استقبلت هذه المضافة عدداً آخر من خيرة الوطنيين السوريين الذين فروا من بطش السفاح وحلوا ضيوفا أيضا على هذه المضافة قبل أن يغادروها إلى طريق الحجاز، وعرف منهم عبد الغني العريسي، عمر حمد، عارف الشهابي وتوفيق البساط. لكن الواشون الأنذال كانوا لهم بالمرصاد، فتم اعتقالهم في مدائن صالح شمال السعودية، وقيدوا إلى حبال المشانق.( )
بقي فايز وأخوته في أم حارتين لعدة أسابيع (وربما أشهر) وكانوا يتنقلون أحيانا بين أم حارتين وخلخلة في مضافات آل المغوش حتى جاءت الأخبار أن العثمانيين قد علموا بأمر الثوار وسيأتون للقبض عليهم، وقرروا بمعرفة المضيف ومشورته التوجه إلى الحجاز . ولم يكن جميعهم يملكون الرواحل لإيصالهم إلى مقصدهم ، فقدم الشيخ خليل فرسه (النوّاقية) إلى فايز العظم وأشار عليه أن ينزل في ضيافة آل البربور في أم الرمان ليرشدوه إلى الطريق المؤدية إلى الحجاز عبر شرق الأردن. انطلق فايز وأخويه إلى أم الرمان فوصلوا على مشارفها في أوائل الليل (أو ربما قبل طلوع الفجر بقليل) وكان الضباب يلف المنطقة ويحجب النظر، وصادف أن كان هناك مكبا للقمامة شمال القرية يحترق احتراقا بطيئا مطلقا الدخان، فاختلط الأمر على الرجال ولم يميزوا الدخان من الضباب، فغاصت الفرس بالمكب المشتعل فاحترقت قوائمها، فأصابها ضرر كبير أفقدها القدرة على المشي، وعلموا أخيرا ألا أمل في شفائها، فتم قتلها كما هي العادة في تخليص الحيوان من الألم إن لم يكن هناك مجال لإنقاذه. سأل فايز مضيفه في أم الرمان الشيخ صقر البربور ماذا يفعل بعد هذه الحادثة وكيف سيرد الدين إلى الشيخ خليل المغوش فقال له : إن قبل الشيخ خليل ثمناً للفرس ، فثمنها يقدر ب 80 ليرة ذهبية . بعث الشيخ صقر رسولا إلى أم حارتين ومعه 85 ليرة ذهبية ليدفعها ثمناً لفرس الشيخ خليل المغوش، لكن الشيخ خليل رفض أخذ المبلغ قائلا : الفرس ليست أغلى من الضيف، فكيف إذا كان هذا الضيف من أحرار العرب الذين يدافعون عن البلاد ويصارعون من أجل استقلالها !!( )
التحق فايز وأخوته بالثورة العربية الكبرى التي انطلقت من الحجازعام 1916 ، وقد ألتحق بها ثوارجبل حوران . يقول القائد العام سلطان الأطرش في مذكراته: وما ان انقضت أشهر الشتاء الباردة من عام 1917 وأطل علينا الربيع بطقسه الجميل، حتى قررنا الجهر بالثورة، وجعلنا بلدتنا القريا مقرا لها في الجبل، ثم احتفلنا بحضور نفر من أحرار العرب برفع العلم العربي فوق دارنا، وباشرنا بتيسير الحملة الكبيرة التي كنا قد أعددناها من قبل، إلى العقبة لتلحق بالجيش الفيصلي هناك، وكانت تتألف من حوالي 3000 هجان سار على رأسها أعيان الجبل : حمد البربور من أم الرمان ، وأسد الأطرش من السويداء، وعبد الله العبد الله من حوط ومعذى المغوش من خلخلة .( )

في العقبة خاطب البطل معذى المغوش الأمير فيصل منتخياً أمامه فقال:
يا مير ما ودها سكوت لازم تزور ديارنا
لا بد عا جلق تفوت وتشوف عج طرادنا
عيال الجبل حي ثبوت يفنى العدا ملكادنا
من مصر لساحل بيروت لنجد لبغدادنا
من أجلها نحيا ونموت ونحمي حمى أجدادنا
رجال العرب يا اهل البخوت بالسيف نحمي امجادنا
دخلت جيوش الثورة العربية الأراضي السورية في أيلول 2018، وسار معهم ثوار الجبل يدكون آخر حصون الأتراك على أبواب دمشق الجنوبية ، فدخل الجيش العربي دمشق في 28 أيلول 1918 وعلى رأسه ثوار جبل العرب الذين رفعوا العلم العربي في ساحة المرجة وهم يهزجون :

زينو المرجة ... و المرجة لينا
شامنا فرجة .... و هي مزينة
اصايل اصايل ... جدايل جدايل
والفرح عالداير... ملعب خيلينا
زينو المرجة ... والمرجة لينا
خلوها فرجة ... وهي مزيينة
بسماك البشاير ... و بأرضك نوادر
ورجالك عالداير ... عز ترابنا
زينو المرجة ... و المرجة لينا ...
شامنا فرجة .... و هي مزينة
لأصرخ و أنادي ... على الجبل بالوادي
لعزك يا بلادي ... ترمحلك خيلينا
زينو المرجة ... و المرجة لينا
شامنا فرجة ...........
كان ذلك اليوم يوم عز وفخار لكل العرب بخروج القوات التركية من أراضي العرب بعد حكم غاشم دام أربعة قرون ، فارتجل الشاعر الثائر معذى المغوش هذا الحداء مبشرا بانبلاج فجر جديد يبتسم فيه الوطن، ويمزق سواد ليل المستعمر الغاشم فقال:
عرش المظالم انهــــــــــــــدم ........والعز طب بلادنـــــــــــــــــــا
راحت عليكم ياعجــــــــــــــــم .......ذبح الاعادي دابنــــــــــــــــا
حنا حماتك ياعلـــــــــــــــــــــم.......بارواحنا واكبادنــــــــــــــــــــا
انتهت الحرب وعاد المهجرون إلى حمى أوطانهم ، فعاد فايز المؤيد العظم من شرق الأردن بعد أن استقرت عائلته بقرية صما من قرى شمال الأردن، ولم ينسَ كرم أبناء الجبل من آل المغوش الذين أكرموا وفادته وقدموا له الفرس التي ماتت بالحادثة المذكورة سابقا قبل دخوله قرية أم الرمان .

الشيخ صقر البربور
وصل أولا إلى مضيفه في أم الرمان وأبدى له رغبته أن يرد الدين إلى الشيخ خليل المغوش ويشتري له فرسا بدل الفرس التي تسبب بموتها ، فأجابه صقر البربور أن الخيل في الجبل لا تباع وتشرى بالطرق التقليدية المعروفة في البيع والشراء، بل يتم ذلك عبر شراكة بين شخص وآخر أو عدة أشخاص، وربما بهذه الطريقة يقبل الشيخ خليل منه رد الدين. وعقدوا العزم على ذلك فارتأى صقر البربور أن تكون الشراكة على فرس يملكها فيصبح شريكا بالفرس مع الشيخ خليل المغوش ، ودفع فايز العظم ثمن نصف الفرس إلى صقر البربور فأصبح النصف الآخر للشيخ خليل، ووقع على حجة الفرس فايز المؤيد نفسه وأخواه أحمد وعمر. وكتبت الحجة كما يلي:

الحمد لله وحده
بتاريخه أدناه قد بعنا نصف الفرس الصفرة المعنقية حدرجية التي هي بشراكة صقر البربور من أهالي قرية أم الرمان من جبل الدروز وذلك المبيع النصف إلى خليل المغوش من أهالي قرية أم حارتين من جبل الدروز وقدر الثمن المقبوض بيد الشاري خليل المذكور قدره ستون ليرة عثمانية حجر ذهب ووصلنا من الشاري تماما وكمالا ولم يبقى لنا في ذمة الشاري ولا بارة الفرد وذلك المبيع برضانا واختيارنا بدون اكراه ولا حياد ويكون خليل المذكور شراكته ملحقة تبعة شراكة صقر البربور المذكور معلق ولأجل البيان حررنا هذه الحجة عن شهود الحال
تحريرا في 16 ربيع الثاني 38
شهود الحال
صبحي الصعيدي محمد الحمود فايز المؤيد أحمد المؤيد عمر المؤيد
هكذا يعامل أبناء جبل العرب ضيوفهم، فلا يتوانون عن بذل الغالي والرخيص في سبيل عزته وكرامته ، وتلك كانت حادثة متكررة عن حوادث أخرى مشهورة أقدم فيها أبناء الجبل على إجارة الضيف وحمايته مهما كانت النتائج.
حسن خيزران
حسن خيزران

عدد المساهمات : 638
نقاط : 1253
تاريخ التسجيل : 20/10/2010
العمر : 75

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى